أشرف جمعة (أبوظبي)
ما بين شعر ضعيف وآخر يعبر عن فلذات خاصة في الإبداع، وتساؤل عن أين الشعر؟ ومن أوهمك بأنك شاعر؟ واصلت لجنة التحكيم في برنامج «أمير الشعراء» الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي استقبال المشاركين، وأجرت لهم الاختبار المباشر فاحتضنت المواهب الواعدة وأجازتهم للمرحلة المقبلة، ومن ثم أقصت بعض الأصوات، داعية إياها لاستكمال كفاءتها الشعرية حتى تنضج عبر كتابة نصوص خصبة. وقد أمضت لجنة التحكيم، التي تضم سعادة الدكتور علي بن تميم من الإمارات، والدكتور صلاح فضل من مصر، والدكتور عبدالملك مرتاض من الجزائر، ثلاثة أيام مع الشعراء، وقد كان اليوم الأخير أمس الجمعة في مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي. واللافت أن اللجنة عمدت إلى توجيه الشعراء للمستقبل عبر دفقات نقدية لا تقل عذوبة عن الأبيات الشعرية المبدعة التي كان ينثرها الشعراء في هذه الأجواء، تهيؤاً لاختيار قائمة من 40 شاعراً، ومن ثم تصفيتهم إلى 20 للمشاركة في حلقات البث المباشر.
الحداثة والأصالة
وقال الدكتور علي بن تميم: «لا يزال «أمير الشعراء» هو البرنامج الأهم الذي يحظي بمشاركات كبيرة، وهو البرنامج الأكثر متابعة في العالم العربي ثقافياً وشعرياً، والذي يحمل أهدافاً كبيرة تُعنى بدعم اللغة العربية، ومن ثم تأسيس معياري الحداثة والأصالة في الوقت نفسه، بهدف تطوير حركة الشعر والنهوض بها، والتي تواجه تحديات». وأضاف: «أثبت البرنامج أن هذا الكم الهائل من الحضور، والكم النوعي أيضاً بأن الشعر ما زال بخير، وأن جموع الشعراء الشباب يحرصون على المشاركة فيه، وأن الخبرة التراكمية التي أسس لها البرنامج هي خبرة مضيئة اكتسبت صدقيتها وجدارتها موسماً بعد آخر»، لافتاً إلى أن في هذا الموسم يشهد البرنامج حضوراً نوعياً من الشباب تحديداً، سواء كانوا من الشعراء أو الشاعرات، وبذلك ينهض البرنامج بالرؤية الثقافية المتكاملة للعاصمة أبوظبي، تلك الرؤية التي تجمع بين الوصول إلى الشباب والنخب في الوقت نفسه، فهو حصيلة نامية متجددة، وهو يظل مؤسساً للحظة شعرية مهمة، خاصة في الجانب الفصيح، وهو يقوم مع برنامج شاعر المليون بمهمة أساسية لطالما نحتاجها ونحتاج أيضاً من القنوات والبرامج التلفزيونية أن تحرص على تقديم ما هو ممتع ومفيد وضروري للأسر العربية، سواء المقيمة داخل العالم العربي أو في خارجه.
عبارات صادمة
وأوضح الدكتور صلاح فضل أن هناك رسالة مهمة يؤديها البرنامج تتجاوز مجرد الفصل بين الشعراء، تتمثل في توجيههم لكي يمتلكوا أدواتهم حتى يصبحوا أسماء كبيرة في الشعرية العربية، وأن إجازة الشعراء من قبل اللجنة تتبعها إجازات أخرى حتى يصلوا إلى مرحلة الـ20 للمشاركة في حلقات البث المباشر، لافتاً إلى أنه ترفق مع بعض الشعراء بعد أن صدم أحدهم بعبارة «من أوهمك بأنك شاعر!»، خصوصاً أنه يعلم مدى حساسيتهم، وأن دوره يقضي بأن يوجه ويختار الأفضل.
منصة جاذبة
وقال عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي: «إن حجم الإقبال وتميّز المُشاركات التي استقبلتها لجنة التحكيم تؤكد أن المستوى الشعري لمبدعي الشعر العربي في أنحاء العالم كافة في ارتفاع مستمر، ورقعة انتشاره باتت أكبر، وهو ما يعكس التأثير الكبير الذي أحدثته المسابقة في المشهدين الشعري والثقافي على مستوى عالمي».
وأكد المزروعي أن البرنامج حقق نجاحات كبيرة عبر مواسمه السابقة، حيث أصبح مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، الذي يحتضن مسابقة «أمير الشعراء»، منصة جاذبة للشعراء المبدعين في مجال الشعر العربي الفصيح، وبات حلم الكثير من الشعراء الذين يرون أن المشاركة بحد ذاتها هي تقدير لهم، وفرصة لإطلاق العنان لمواهبهم المبدعة.
وأشار المزروعي إلى أن برنامج «أمير الشعراء» قد ساهم بشكل كبير في ترسيخ الأصالة وقيم الجمال والإبداع والتميز في مسيرة الشعر العربي الفصيح.